التمساح
فيودور دوستويفسكيفي هذه الحكاية المضحكة، بعنوان التمساح، يحسُّ القارئ بتأثير من جوجول في دوستويفسكي؛ إنها تذكر بقصة جوجول عن مغامرة "الأنف" العجيبة، وهذا ما يعترف به دوستويفسكي نفسه، فكما تخيَّل جوجول في سبيل الإضحاك أنفًا يتخذ وجه إنسان، كذلك تساءل دوستويفسكي، حين رأى تمساحًا جيء به إلى مدينة سان بطرسبرج: فما عسى أن يفعله إنسان يبتلعه هذا الحيوان حيًّا؟.
وهكذا ألّف دوستويفسكي حكاية مضحكة تشتمل على نقد للأفكار التي كانت رائجة حوالي العام 1860.
إن بطل القصة، وهو موظف ليبرالي، يحسّ بارتياح في جوف التمساح، فهو يستطيع أن يضع هناك نظرية اقتصادية جديدة، وأن يلقي محاضرات عن التاريخ الطبيعي في صالون زوجته الذي يؤخذ إليه التمساح، والموظف الكبير تيموتي سيميوفتش، الذي تلجأ إليه زوجة الرجل مروّعة مذعورة، يجيبها بأن التمساح لا يمكن أن يُبقَر بطنه، لأن صاحبه أجنبي، ولأن روسيا محتاجة إلى رؤوس أموال أجنبية.